الجمعة، 20 يوليو 2012

من قصص القران الكريم : قصة هاروت وماروت



من قصص القران الكريم : قصة هاروت وماروت 


بسم الله الرحمن الرحيم

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ ۖ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٣﴾}




لابد أن نعلم إن هذه القصة تنقسم إلى قسمين 

فالقسم الاولى منها يحكى اتهام المجرمين لنبى الله سليمان عليه السلام بأنه كان ساحراً كافراً

والقسم الثانى يحكى قصة ملكين كريمين من الملائكة ألا وهما هاروت وماروت 


قال تعالى 
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}

لقد كانت الشياطين تصعد إلى السماء وتقعد فى أماكن تسمع فيها ما سيحدث فى الأرض من مقادير الخلائق 

فيستمعون إلى كلام الملائكة ويعرفون ما الذى سيحدث فى الأرض من موت أ غيب أو رزق أو غير ذلك

ثم يأتون الكهنة والسحرة فيخبرونهم بذلك 

فإذا جاء الناس إلى السحرة والكهنة وذكروا لهم بعض تلك الغيبيات وحدث الذى أخبروهم به ظنوا أن السحرة والكهنة يعلمون الغيب .


فلما أصبح الكهنة موضع ثقة الناس بدأوا يزيدون مع كل كلمة يعرفونها من الشياطين سبعين كلمة 

فكتب الناس تلك الأخبار الكاذبة فى كتبهم .

وانتشر فى بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب .



ولما بعث الله نبيه سليمان عليه السلام وسمع هذا الكلام غضب غضباً شديداً لأنه لا يعلم الغيب إلا الله.

فقام نبى الله سليمان عليه السلام فجمع تلك الكتب ووضعها فى صندوق ثم دفنها تحت الكرسى الذى يجلس عليه وقال :

لا أريد أن أسمع أحداً يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب .

ومن سمعته يقول ذلك ضربت عنقه بالسيف .



ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يقترب من كرسى سليمان عليه السلام إلا احترق .


فلما مات سليمان عليه السلام وذهب العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان .

وخلف من بعد ذلك خلف تمثل الشيطان فى صورة إنسان .

ثم أتى نفراً من بنى إسرائيل فقال لهم هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبداً

قالوا :نعم 

قال : فاحفروا تحت الكرسى فذهب معهم وأراهم المكان وقام ناحيته فقالوا له اقترب 

فقال لا ولكننى ها هنا فى أيديكم فإن لم تجدوه فاقتلونى .

فحفروا فوجدوا تلك الكتب .

فلما أخرجوها قال الشيطان :إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر .

ثم طار وذهب وفشا فى الناس أن سليمان كان ساحراً واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب. 

وظل الناس يظنون أن سليمان عليه السلام كان ساحراً إلى أن بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم 

فأنزل الله عليه 

{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}



ويقال أنه كان هناك رجل يقال له (آصف) وهو كاتب سليمان عليه السلام وكان يعلم أسم الله الأعظم .

وكان يكتب كل شىء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه فلما مات سليمان ,أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحراً وكفراً.

وقالوا : هذا الذى كان سليمان يعمل به 

قال : فأكفره جُهَّال الناس وسبُّوه ووقف لهم العلماء ودافعوا عنه .

فلم يزل جهال الناس يسبونه حتى أنزل الله سبحانه وتعالى على النبى محمد صلى الله عليه وسلم 

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}




الجزء الثانى من قصة هاروت وماروت



فى مدينة بابل بالعراق كان اليهود قد نشروا السحر وأرهبوا أهلها 

وجعلوهم يعيشون فى رعب وفزع بسبب انتشار السحر والسحرة فى بابل 

فأنزل الله ملكين كريمين 

أسم أحدهما هاروت 

وأسم الآخر ماروت 

وجعلهما يهبطان فى مدينة بابل . 



وكان اليهود قد أوهموا سكان مدينة بابل أن السحر يستطيع أن يضرهم وينفعهم 

وأنه يملك مقاليد كل شيء 

فاستطاعوا بذلك أن يرهبوا أهل المدينة وأن يخضعوهم ويسخروهم لخدمتهم . 

فأنزل الله هاروت وماروت ليكشفوا الحقيقة لاهل بابل 

وليزيحوا هذا الكابوس من على قلوبهم وليخلصوهم من تسلط اليهود عليهم . 

فكانت مهمة هاروت وماروت فى بابل متعلقة بالسحر والسحرة 

وأزاله ما علق فى نفوس الناس من هلع وفزع بسببه. 

فكانا يعلمان الناس فى بابل السحر ويكشفان لهم حقيقته 

ويقدمان لهم المبادىء والأسس التى يقوم عليها 

ويزيلان الهالة الضخمة المرسومة حوله . 



وكأنهما يقولان لهم :إن السحر يمكن أن يتعلمة الانسان وأنه ليس ألغازاً وطلايم 

بل هو مثل أى علم من العلوم يحصل بالتعليم والكسب 

وإن الساحر لا يضر شخصا ولا ينفع آخر إلا بإذن الله . 


ولكنهما كانا يعلمان السحر لكشف حقيقته وتحذير الناس منه 

لا ليتعلموه ويمارسوه ويعملوا به 

ولهذا كانا لا يعلمان من أحد حتى يقولا: أنما نحن فتنة 

فلا تكفر :أى فلا تعمل بالسحر ولا تمارسه . 



وانتهت مهمة الملكين ببابل ( هاروت وماروت) 

وصعدا إلى السماء ملكين كريمين 

كما نزلا منها ملكين كريمين . 


ولكن أهل بابل لم يأخذوا بنصيحة الملكين الكريمين 

بل استغلوا تعليمهما السحر لهم فى الشر والفساد 

وصاروا يمارسون السحر مع الآخرين ويفرقون به بين المرء وزوجه . 


وقد ذمهم الله بذلك التصرف الضال فقال 

وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ ۖ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٣﴾}



الدروس المستفادة 

1:أن الشياطين لا تعلم الغيب وأن السحرة والكهنة لا يعلمون الغيب 

بل ولا يوجد أى إنسان يعلم الغيب حتى الأنبياء 

فلا يعلم الغيب على إطلاقه إلا الله ( جل وعلا).



2:إن كان الله جل وعلا أطلع بعض الأنبياء على بعض الغيبيات فهذا لا يعنى أنهم يعلمون الغيب كله 

فلا يعلم الغيب كله إلا الله .


3: أن الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء ويستمعون إلى كلام الملائكة وينقلونه إلى الكهنة 

ولكن بعد بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا يستطيع شيطان أن يفعل ذلك 

فإن أراد أن يفعل ذلك سلط الله عليه الشهب لتحرقه 


4: أنه لا يجوز أن نتهم أى نبى من الأنبياء بأى تهمة وذلك لنهم صفوة الخلق وهم الذين اختارهم الله واصطفاهم .

: أن السحر كفر وأن الساحر كافر وحكمه القتل 

2:لا يجوز لمسلم أن يتعلم السحر ولا ان يذهب إلى ساحر أو كاهن أو عراف


فمن ذهب إلى كاهن أو ساحر فسأله ولم يصدقه فلن تقبل له صلاة أربعين يوما 

فإذا سأله وصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم 


------------

ومع سؤال القصة :

مع حكم الساحر ؟؟ وماذا يحكم عليه ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق